أثار فوز زهران مامداني، السياسي المسلم ذو التوجهات الاشتراكية البالغ من العمر 34 عامًا، بمنصب عمدة نيويورك قلقًا كبيرًا في أوساط أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل. فابتداء من يناير القادم، ستكون المدينة تحت إدارة شخصية أعلنت صراحة دخولها عالم السياسة "من أجل فلسطين"، كما نقلت عنه صحيفة Jewish Insider. التاريخ الشخصي لمامداني ومواقفه المعروفة بعدائها لإسرائيل، مثل وصفه السياسات الإسرائيلية بـ"الأبارتايد" و"الإبادة"، وإعلانه رفض إدانة شعارات مثل "عولموا الانتفاضة"، أثارت حفيظة المؤسسات اليهودية والعديد من الفاعلين المحليين.
الجدل اكتسب بعدًا إضافيًا بعدما نبّهت رابطة مكافحة التشهير Anti-Defamation League إلى أنها ستراقب بدقة الخطوات والسياسات القادمة للعمدة الجديد، معتبرة خلفيته "مقلقة" فيما يخص القضايا الحساسة للجالية اليهودية في المدينة. وصل الأمر إلى أن الحاخام الشهير إليوت كوسغروف صرّح بأن "مامداني يشكل خطرًا على مجتمعنا اليهودي". في محاولة لتهدئة الاحتقان، وعد مامداني بأن يكون "عمدة لجميع سكان نيويورك" وبأنه يسعى "لفهم أولئك الذين يشعرون بعدم الفهم"، لكنه لم يتراجع عن مواقفه أو نبرته النقدية تجاه إسرائيل.
هذه التحولات السياسية والاجتماعية تكشف حجم الاستقطاب حول هوية نيويورك وقيمها في ظل تغير تركيبتها السكانية وصعود تيارات يسارية وشبابية تناصر الحقوق المدنية والسياسات الجذرية. لهذه الأسباب تبقى أعين الجالية اليهودية – ومعها جزء مهم من النخب السياسية – مفتوحة على عهد مامداني واستشراف تأثير سياساته على مستقبل التعايش والمواقف حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في مركز المال والثقافة الأمريكي.
المصدر : https://www.soubha.com/arabic/i/92339878/klk-yhody...
