‎شامبو بلا شعر في الإعلان الإيراني

تثير لافتة إعلانية حديثة لشامبو داو في إيران جدلاً واسعاً حول حدود التسويق ومنطق التكيف مع السياق الثقافي والديني. الإعلان يعرض عبوات الشامبو إلى جانب صورة امرأة محجّبة بالكامل، دون أي ظهور للشعر، رغم شعار الحملة الذي يؤكد على «العناية بجميع خصلات الشعر». هذا الاختيار الإبداعي يعكس القيود الصارمة المفروضة على إظهار الشعر في الأماكن العامة ووسائل الإعلام الإيرانية، لكنه في الوقت ذاته يلخّص التناقض بين المنتج المروج له (الشعر) ورسالة الصورة (الحجب التام).

يرى مراقبون أن الإعلان يمثّل تكيفاً استثنائياً مع الأنظمة المحلية، حيث يضطر صانعو العلامات التجارية العالمية إلى إعادة تصميم رسائلهم البصرية بما لا يتعارض مع القوانين الدينية، ولو كلّفهم ذلك طمس الوظيفة الأساسية للمنتج. مثل هذه الحملات تثير النقاش حول فعالية الإعلانات في ظل الرقابة، وبنفس الوقت تسلط الضوء على قدرة التسويق المعولم على اختراع حلول مبتكرة حتى في أكثر الأسواق تقييداً.

المثال الإيراني يفتح النقاش مجدداً حول العلاقة بين صورة الجسد في الإعلام، والمحددات الدينية ـ الاجتماعية التي تعيد تعريف الرسائل التسويقية وأولوياتها ضمن كل جغرافيا ثقافية.