أحدثت قناة Channel 4 البريطانية جدلاً واسعاً في الأوساط التقنية والإعلامية عندما قدمت وثائقياً جديداً حول الذكاء الاصطناعي باستخدام شخصية افتراضية بالكامل تحمل اسم عائشة غبان، ظهرت بصوت وصورة وحركات تم توليدها بشكل آلي عبر شبكة عصبونية متطورة. لم ينتبه الجمهور طوال ساعة البث إلى أن مقدمة البرامج لم تكن بشرية، حيث تم إدماجها رقمياً على مشاهد التصوير الواقعية. في اللحظات الأخيرة من الحلقة، أعلنت الشخصية على الهواء أنها ليست إنساناً حقيقياً، بل منتج ذكاء اصطناعي، مؤكدة أن هذه التقنية ستغيّر مستقبل التوظيف بالكثير من القطاعات، ولن يسلم حتى مقدمو البرامج والوظائف الإعلامية من التحول الرقمي.
هذا الحدث شكّل نقطة تحول في النقاش العام حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام وصناعة المحتوى، فتح الباب لتساؤلات أخلاقية حول حدود الثقة في الصور والأصوات الرقمية، ومستقبل مهن التحرير والصحافة في مواجهة أتمتة الإنتاج الإعلامي وتحويله إلى عمليات رقمية ذاتية التشغيل. يذهب بعض المتخصصين إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يستغني تماماً عن الصحفيين، لكنه أصبح ضرورة لتطوير القطاع ومواكبة سرعة التحولات العالمية، مع أهمية وضع مواثيق تنظيمية تكفل شفافية استخدام هذه التقنيات وتحمي جودة وأخلاقيات المحتوى. فقد أظهر الحدث البريطاني كيف يمكن للحلول البرمجية الحديثة إنتاج أخبار وبرامج تبدو واقعية ومقنعة، لتتقدم بريطانيا خطوة جديدة في ريادة الإعلام الذكي، وتحفز المدونين وصناع المحتوى لتعزيز مهاراتهم في أدوات الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي لمواجهة المستقبل المتغير.
المصدر : https://intelligences.articlophile.com/articles/i/...


