وثائقي جديد يكشف عن طموح مارتن سكورسيزي الكهنوتي في شبابه واستبعاده من معهد كاثوليكي بسبب “سوء السلوك”

يكشف الوثائقي الجديد “Mr. Scorsese”، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان نيويورك السينمائي، تفاصيل من طفولة المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، حيث كان يخطط في بداياته لأن يصبح كاهناً بعد تأثره بالممارسات الدينية منذ سن مبكرة، قبل أن يُستبعد من معهد كاثوليكي بسبب “سوء السلوك”.

يروي سكورسيزي أنه التحق بمدرسة إعدادية كهنوتية في نيويورك بعد أول قداس حضره وهو في السابعة من عمره، وأن اهتمامه بالروحانية تزامن مع تغيرات اجتماعية وثقافية في خمسينيات القرن الماضي، من بينها بروز موسيقى الروك وما رافقها من تحولات في أنماط الحياة. ويذكر أنه خلال أشهره الأولى بالمعهد حقق نتائج جيدة، لكنه أدرك لاحقاً أن مسار الكهنوت يتطلب تفرغاً وخدمة للآخرين لا تتناسب مع تطلعاته وميوله الشخصية، ما انتهى بطلب إدارة المعهد من والده سحبه من الدراسة.

لا يحدد الوثائقي طبيعة السلوك الذي أدى إلى الاستبعاد، غير أن شهادةً لأحد أصدقاء سكورسيزي في المراهقة تشير إلى “ميلٍ واضح للفتيات” في تلك الفترة. ويستعيد سكورسيزي أيضاً تجربته كـ”طفل خادم للقداس”، مشيراً إلى شعوره العميق بحضور ديني أثناء قرع الأجراس خلال الطقوس، رغم صعوبات التزامه بمواعيد قداس الصباح المبكر، وهي تجربة سبق أن تحدث عنها في مقابلات صحفية سابقة.

يحضر البعد الديني بقوة في مسيرة سكورسيزي السينمائية، من خلال أعمال تناولت شخصيات القديسين، وفيلم “الإغواء الأخير للمسيح” (1988)، ثم “الصمت” (2016) حول اضطهاد مبشرين يسوعيين. كما عبّر في مناسبات سابقة عن رغبته في تقديم رؤية تُيسّر فهم الرسالة المسيحية بعيداً عن الصور السلبية المرتبطة بالمؤسسة الكنسية. ويعمل على مشروع فيلم مستلهم من كتاب “حياة يسوع” للروائي شوساكو إندو. وفي عام 2023 التقى سكورسيزي وزوجته هيلين موريس البابا فرنسيس في الفاتيكان خلال مؤتمر حول “جماليات المخيلة الكاثوليكية”.

ومن المقرر إتاحة سلسلة “Mr. Scorsese”، التي أخرجتها ريبيكا ميلر، للبث عبر +Apple TV ابتداءً من الجمعة 17 أكتوبر.