يُعد مايكل أراد، المهندس الإسرائيلي الذي برز على الساحة العالمية بعد فوزه بتصميم نصب 11 سبتمبر في نيويورك من بين أكثر من 5200 اقتراح، أحد الأصوات البارزة في مجال المعمار التذكاري. أراد استغرق ثماني سنوات لإكمال مشروعه المعماري الرمز، حيث أصبحت شلالات المياه في موقع برجي مركز التجارة العالمي رمزاً ناجزاً لفكرة “غياب يعكس الحضور” في ذاكرة الشعب الأميركي.
في تعليقه الأخير حول فكرة إنشاء نصب تذكاري وطني يخلّد ذكرى ضحايا هجوم السابع من أكتوبر في إسرائيل، يرى أراد أن اللحظة الراهنة لا تزال مشحونة بالألم والقرب الزمني من المأساة. ويعتبر أن أي عملية إحياء أو تخليد لا ينبغي أن تسبق تعافي المجتمع واستيعاب الحدث بالكامل، مؤكداً أن “الزمن هو شكل من أشكال المسافة”، وأن حكمة التجربة تفرض أن يُترك مجال للذاكرة الجماعية كي تنضج وتتبلور بعيداً عن ردود الفعل الفورية.
أراد يقدم نصيحة للمعنيين بالتخليد بأن يتمهلوا في إقامة نصب 7 أكتوبر، مستنداً إلى خبرته الطويلة في هندسة الرموز، حيث يؤكد أن التصميم التذكاري بحاجة إلى حوار مجتمعي عميق، وأن البناء المعماري الصامد وحده لا يستطيع شفاء الجراح أو تجاوز آلام الفقد. وفي انتظار الوقت المناسب، يوصي المهندس الإسرائيلي بالسماح للذاكرة بالنضج، حتى يحمل النصب التذكاري مستقبلاً معاني حقيقية ودائمة لمن فقدوا أحبائهم وللمجتمع الإسرائيلي ككل.
المصدر : https://alarabiya.articlophile.com/blog/i/91686395...