يأتي إطلاق «مجمع المفتين الأفارقة» ليجيب عن حاجة ملحّة إلى تنظيم الإفتاء في القارة الإفريقية، حيث تتزايد النوازل وتتعدد المرجعيات الفقهية وتتشابك الأعراف والثقافات. المشروع يضع معيارا علميا موحدا يُراعي الواقع المحلي ويُحصّن الفتوى من الاضطراب، مع اعتماد الاعتدال ومقاصد الشريعة وتوظيف وسائط رقمية بشكل رشيد.
تستند المبادرة إلى توجيهات أمير المؤمنين الملك محمد السادس، الداعية إلى التشاور بين العلماء وتطوير آليات العمل المشترك. وقد ورد ذلك في «الرسالة المولوية» الموجهة إلى المشاركين في ندوة «ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي» بمراكش سنة 2023،
المجمع، بصفته منصة إلكترونية علمية، يجمع المفتين من دول إفريقيا وعلماء المغرب للتشاور وتبادل الخبرات ومعالجة «فقه الواقع» بما يحقق الانسجام بين الثوابت الدينية والحاجات المحلية. الهدف هو ضبط منهج الإفتاء، وإبراز مكانته في الشريعة، وتسييج الفتاوى بضوابط موضوعية، مع الاستفادة المنضبطة من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي خدمةً للفتوى الشرعية.
يعتمد المشروع مقاربة تُراعي خصوصيات كل بلد إفريقي: المدارس الفقهية السائدة، الأعراف المعتبرة، والمكونات الثقافية والاجتماعية، بما يضمن تنزيل الأحكام الشرعية تنزيلا حكيمًا. ويواكب المجمع النوازل المعاصرة، ويعرّف بتراث الإفتاء في القارة، وينشر الدراسات والمؤلفات ذات الصلة، ويعمل على إنشاء هيئة علمية إفريقية مختصة تعزز التكامل العلمي والتنسيق المؤسسي.
تتضمن المنصة نوافذ عملية تشمل التعريف بمنهج الفتوى ومكانتها، عرض الأبحاث المتخصصة، إعداد دليل للفتاوى الشرعية في البلدان الإفريقية، واستقبال أسئلة المستفتين والجواب عنها من طرف مفتين أفارقة بتعاون مع نظرائهم من علماء المغرب؛ كما تُبرز الأعلام والمصادر العلمية في مجال الإفتاء الإفريقي.
بهذه المقاربة، يُنتظر أن يُشكل «مجمع المفتين الأفارقة» إضافة نوعية للعمل الديني المشترك في إفريقيا، وأن يعزز الأمن الروحي والفكري عبر فتاوى راسخة في العلم، تراعي الضوابط، وتستجيب لخصوصيات المجتمعات، وتخدم الإسلام والمسلمين.++
المصدر : https://www.soubha.com/arabic/i/93243636/mgmaa-alm...


