في تحليل عميق نشره موقع Religion Unplugged في 11 أكتوبر 2025، يفتح ريان بورج، أستاذ العلوم السياسية في جامعة إيلينوي الشرقية وراعي الكنيسة المعمدانية الأمريكية، نقاشاً مثيراً حول العلاقة بين الإيمان الديني والرئاسة الأمريكية.
يستهل بورج، المتخصص في دراسة العلاقة بين التدين والسلوك السياسي، مقاله بتسليط الضوء على تحديات البحث العلمي في مجال العلوم الاجتماعية، وخاصة مفهوم "التشغيل" الذي يعني تحويل الأفكار المجردة إلى مؤشرات قابلة للقياس. ويشير إلى أن هذا التحدي يتضاعف عندما يتعلق الأمر بدراسة الظواهر الدينية، نظراً لتعقيدها وتشعبها.
وفي إطار دراسة "صنع المعنى" المدعومة من مؤسسة تمبلتون، قدم بورج وزميله توني جونز مقاربة مبتكرة لفهم ظاهرة "القومية المسيحية". فبدلاً من الأسئلة التقليدية التي تستخدم مصطلحات مباشرة مثل "الأمة المسيحية"، اختار الباحثان صياغة أكثر دقة وحيادية: "أفضل أن يكون الرئيس شخصاً متديناً".
وما يثير الاهتمام في هذه المقاربة البحثية الجديدة هو تعمد الباحثين تجنب استخدام مصطلح "مسيحي" في الاستبيان، مفضلين استخدام عبارة "شخص متدين". هذا الاختيار المنهجي يهدف إلى استكشاف موقف المجتمع الأمريكي - بمختلف توجهاته الدينية واللادينية - من مسألة تدين من يشغل أعلى منصب تنفيذي في البلاد.
وتأتي هذه الدراسة في سياق النقاش المتصاعد حول دور الدين في السياسة الأمريكية، خاصة مع تنامي الحديث عن "القومية المسيحية" في السنوات الأخيرة. ويرى بورج، الذي يشارك بانتظام في منتدى "الدين في المجال العام"، أن فهم العلاقة بين الإيمان الشخصي والقيادة السياسية يتطلب مقاربات بحثية أكثر دقة وموضوعية.
وتكتسب هذه الدراسة أهمية خاصة في ظل الاستقطاب السياسي والديني المتزايد في المجتمع الأمريكي، حيث تتداخل الهويات الدينية مع التوجهات السياسية بشكل معقد. كما تفتح الباب لفهم أعمق لكيفية تأثير المعتقدات الدينية على الخيارات السياسية للناخبين الأمريكيين.
ويختتم المقال بالإشارة إلى أن نتائج هذه الدراسة قد تساعد في فهم أفضل للعلاقة المعقدة بين الدين والسياسة في الولايات المتحدة، وكيف يمكن أن تؤثر المعتقدات الدينية للقادة السياسيين على تصورات وقرارات الناخبين.
المصدر : https://www.soubha.com/araaa/i/91688066/ma-ahmy-al...