في مقابلة مع أستاذ النظرية السياسية بجامعة جورجتاون، جونشوا ميتشل، يبرز تحليل دقيق لمغزى اغتيال الناشط المسيحي المحافظ تشارلي كيرك بالولايات المتحدة وكيفية تبلور ظاهرة "سياسة الهوية" داخل اليسار الأمريكي. ميتشل يعتبر أن الجريمة مثال صارخ عن انتقال السياسة من منطق المقارعة الفكرية إلى طابع طقوسي يُعلي فكرة التطهير الجماعي. يَعزو هذا التحول إلى الاعتماد المتزايد على آلية تعيين "البُعق الإسمي" كعامل رئيسي في تبرئة المجتمع واعتماد لغة الإقصاء ديناً جديداً.
يرى ميتشل أن النقاش السياسي فقد روحه العقلانية أمام دينامية تصنيف الأفراد على أساس الانتماء، حيث باتت الأفكار تعالج بالصراع الرمزي لا بالحوار والتسوية. وظائف المؤسسات التعليمية في أمريكا، وفقاً له، لم تعد تنتج كفاءات محترفة أو تعزز الجدال العلمي، بل أصبحت منصات لتكريس مفاهيم ضحية-جاني ضمن جداول أخلاقية متقلبة. تلك الدينامية أضعفت منظومة التعدد ووسعت مفهوم "العنف الرمزي" ليشمل مجرد التعبير عن الرأي.
يعتقد ميتشل أن الحدث كاشف لأزمة أعمق: الديمقراطية الأمريكية دخلت مرحلة جديدة لا تضمن التنوع أو الإصغاء؛ بل تكرس عزلة سياسية واجتماعية، وتنتج الطقوس الجماعية كبديل عن الحوار والمؤسسات. الحل برأيه يكمن في مراجعة رصيد الخطاب السياسي الأمريكي واستعادة روح البيئة الديموقراطية المبنية على التعدد واحترام الاختلاف، من أجل كبح التحول الديني للسياسة الذي يهدد النموذج الأمريكي ويعزز التوتر الداخلي المستمر.
المصدر : https://soubha.articlophile.com/arabic/i/91200295/...