طقوس احتفال اليهود المغاربة بعيد حانوكا: نور يجمع بين الدين والتراث

يُعدّ عيد حانوكا، أو "عيد الأنوار"، من أبرز المناسبات الدينية لدى الجالية اليهودية في المغرب، حيث يحتفظ اليهود المغاربة بطابع خاص يميز احتفالهم بهذه المناسبة عن باقي المجتمعات اليهودية عبر العالم. يبدأ الاحتفال بإضاءة الشمعدان التقليدي المعروف بـ"الحانوكياه"، إذ تُشعل فيه شمعة جديدة كل مساء خلال ثمانية أيام، ويرافق ذلك ترديد الأدعية والأناشيد الخاصة بالعطاء والنور.  

في المنازل المغربية، تحتل الشمعدانات المزخرفة مكانة مركزية ضمن طقوس العيد، وغالباً ما تُزيَّن بزخارف أندلسية أو أمازيغية تعكس عمق التفاعل بين الهوية اليهودية والتراث المحلي. ويُحرص على إشعالها بالقرب من النوافذ أو الأبواب، تعبيراً عن إشاعة النور والبركة في الحي.  

من العادات المميزة أيضاً إعداد الحلويات التقليدية، مثل "السفنج" المغربي المقلي في الزيت و"المعقودة" بالعسل، إلى جانب تبادل الهدايا الصغيرة بين أفراد العائلة. كما تُقام تجمعات عائلية لتلاوة قصص دينية عن المقاومة والنجاة، تربط بين رموز حانوكا وتاريخ اليهود المغاربة الذين عاشوا لقرون في انسجام داخل النسيج الاجتماعي المغربي.  

وفي بعض المدن القديمة مثل فاس ومراكش وصفرو، يتخذ العيد بعداً ثقافياً أيضاً، حيث تُقام لقاءات داخل المعابد القديمة والمراكز الثقافية اليهودية لإحياء التراث الديني المغربي اليهودي، مما يجعل من حانوكا في المغرب مناسبة دينية وروحية واجتماعية في آن واحد.