منحت الحكومة السورية ترخيصاً لمنظمة تُعنى بالتراث اليهودي في البلاد، مع تفويض بالعمل على حصر أملاك الجالية اليهودية واسترداد المصادَر منها، إضافة إلى حماية المقدسات وترميمها لتكون متاحة للزيارة.
يمتد وجود اليهود في سوريا إلى قرون طويلة، وقد شهد العام الماضي مؤشرات عملية على الانفتاح، بينها إشهار "منظمة التراث السوري اليهودي". تؤكد وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات أن الخطوة تحمل رسالة مساواة دينية وتدعم دور السوريين من مختلف الطوائف في بناء المرحلة الجديدة.
يوضح هنري حمرا، أحد مؤسسي المنظمة ونجل يوسف حمرا، أن الأولويات تشمل إعداد سجل دقيق للأملاك اليهودية، متابعة استرداد ما صودر منها خلال الحقبة السابقة، وتأمين العناية بالمقامات والمقابر والكنس وترميمها بما يتيح زيارتها لليهود من داخل سوريا وخارجها.
خلال الأشهر الماضية، زارت وفود من اليهود السوريين دمشق، وسُجّل تواصل رسمي مع ممثلين عن الجالية في الخارج، بما في ذلك لقاء للرئيس الانتقالي أحمد الشرع مع وفد يهودي سوري في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.
تاريخياً، ترك الصراع العربي الإسرائيلي آثاراً مباشرة على حضور اليهود في بلدان المنطقة، لا سيما بعد حرب 1967. وفي سوريا، ورغم السماح بممارسة الشعائر، قُيّدت حركة اليهود داخلياً وفُرضت قيود سفر حتى العام 1992، ما أسهم في تراجع أعدادهم من نحو خمسة آلاف إلى أعداد محدودة جداً.
تشير إفادات ميدانية إلى وجود عشرات المنازل ضمن أملاك يهودية تم الاستيلاء عليها سابقاً، وفق معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لمنظمة "السورية للطوارئ"، وهو ما يضع ملف الأملاك المصادرة في صلب عمل المنظمة الجديدة.
المصدر : https://www.soubha.com/arabic/i/93137101/sorya-trk...


