تفجّرت في الجزائر موجة واسعة من الجدل بعد تصريحات نائب إسلامي هاجم بشدة تنظيم حفل موسيقي ضمن فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم (FIBDA)، واعتبره مروّجاً لـ"أيديولوجية عبدة الشيطان". الحدث أقيم في الخامس من أكتوبر عند ساحة نصب الشهداء في العاصمة، واختُتم بحفل ضخم أحيته فرقة الروك السلوفينية النسائية "هيلكاتس" بمشاركة مجموعة جزائرية محلية، وسط حضور جماهيري لافت وأجواء احتفالية وصفت بأنها "من أنجح عروض المهرجان".
إلا أن النائب زكرياء بلخير، المنتمي إلى حركة "مجتمع السلم" ذات التوجه الإخواني، أرسل رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء بعنوان "مقام الشهيد خط أحمر"، طالب فيها بفتح تحقيق حول السماح بإقامة "حفلة لشباب متأثرين بأفكار عبدة الشيطان" في موقع يرمز لتضحيات شهداء الجزائر. واعتبر أن المشاهد المصورة للحفل "تمسّ بحرمة النصب التذكاري وقيم الأمة الدينية والوطنية".
الهجوم أثار موجة استياء في الأوساط الثقافية والإعلامية. فقد ردّ الكاتب حميد بوحبيب على النائب قائلاً إن المهرجان حدث رسمي ترعاه وزارة الثقافة، وإن على رئيس لجنة التعليم في البرلمان الالتفات إلى "الوضع الكارثي للجامعة الجزائرية" بدل إطلاق "تصريحات غوغائية". كما عبّر عدد من المشاركين في المهرجان عن رفضهم الشديد لاتهامات التطرف، مؤكدين أن جمهور الكوميكس والأنمي والروك "مجموعة مبدعين يعشقون الفن والثقافة البصرية، لا علاقة لهم بالسحر أو الكفر".
يُذكر أن النائب بلخير سبق أن أثار الجدل حين ظهر داخل البرلمان مرتدياً الكوفية، معلناً تبرعه بمبلغ ألف دولار لحركة "حماس" معتبراً أنه يوازي ثمن "صاروخين من طراز ياسين 105". ويأتي هذا الجدل الجديد ليعيد النقاش الدائم في الجزائر حول العلاقة بين الثقافة الشبابية المعاصرة، والمرجعيات الدينية والوطنية التي ما تزال تُستخدم أحياناً لتأطير النقاش العام في البلاد.
المصدر : https://www.soubha.com/arabic/i/91729914/gdl-fy-al...