Articlophile.xyz | Agrégateur d'Actualités et Articles de Qualité

العدسة كمرآة للإيمان: صور دينية ترسم خريطة الروح في عالم مضطرب


Rédigé le الاربعاء 10 ديسمبر 2025 à 23:15 | Lu 0 commentaire(s)




يعرض تقرير صحفي حديث مجموعة من أبرز الصور الدينية التي التقطها مصورو وكالة الأسوشيتد برس خلال عام 2025، بوصفها شهادة بصرية على تنوّع تعبيرات الإيمان والروحانية في العالم المعاصر. تبدأ المادة بلقطتين متقابلتين في الدلالة: جنازة بابا الفاتيكان في ساحة القديس بطرس، حيث احتشد مئات الآلاف في وداع جماعي لرأس الكنيسة الكاثوليكية، في مقابل مشهد امرأة وحيدة عند شاطئ في الأوروغواي تتقدّم نحو البحر لتكريم الإلهة الإفريقية يمَنيا، بما يعكس تباين أنماط التدين بين الجماعة والمؤمن الفرد، وبين الطقوس الكنسية الرسمية والممارسات الشعبية ذات الجذور الإفريقية.



تتوسع المادة لتُبرز كيف تحوّلت الأعياد والاحتفالات الدينية إلى مساحات كثيفة للصور: فارس يمتطي حصانه عبر ألسنة النار في قرية إسبانية خلال طقس مكرّس للقديس أنطونيوس حامي الحيوانات الأليفة، ومسيرات «يوم الأموات» في المكسيك بوجوه مطلية بهيئة جماجم، واحتفالات عيد الفصح في نيويورك حيث يختلط الرمز الديني بالاستعراض الحضري والموضة. في هذه الأمثلة تتجاور القداسة مع الاحتفال، وتتحول الشوارع إلى مسارح مفتوحة يتجسد فيها الدين كلغة ثقافية حيّة تتجاوز جدران المعابد لتسكن أجساد الناس وذاكرتهم الجماعية. 



في المقابل، تحضر قسوة الواقع السياسي في صور أخرى تربط بين الإيمان والحرب والدمار؛ فمائدة إفطار رمضانية طويلة في غزة تُقام وسط ركام البيوت المهدّمة، وجموع من المصلين في قداس عيد الفصح داخل كنيسة كاثوليكية مدمرة في جنوب لبنان، وأيقونة مضيئة في كنيسة أرثوذكسية بدمشق تلطخها دماء ضحايا تفجير انتحاري. هنا لا يعود الدين موضوعًا احتفاليًّا فقط، بل إطارًا للمقاومة الرمزية ومحاولة لترميم المعنى في فضاء الخراب، حيث تتوزع الأجساد بين الصلاة والحداد، ويتحول الفضاء المقدس إلى شاهد على العنف بدل أن يكون معزولًا عنه. 



يشير التقرير إلى أن الوصول إلى هذه الصور لم يكن وليد المصادفة، بل نتيجة عمل تحضيري طويل، كما في حالة المصورين الذين سعوا لأكثر من عام لالتقاط مشاهد من دير صخري معزول في اليونان، حيث يمشي الرهبان على حافة الجرف يتبعهم قطط الدير، أو في مرافقة الحجاج أيامًا في طرق وعرة بجنوب إسبانيا في طريقهم إلى مزار «إل روثيو». بهذا المعنى، تصبح الصورة الدينية جزءًا من حج بصري موازٍ، يتطلب من المصور أن يتشارك مع المؤمنين المسافة والوقت والتعب نفسه، كي يلتقط لحظة يتقاطع فيها الجسد المؤمن مع الطبيعة والطقس والمكان. 



تتوقف المادة عند جنازة البابا في الفاتيكان بوصفها ذروة هذا العام البصري للدين، حيث تروي مصورة الوكالة تجربة تصوير الحدث من سطح يطل على ساحة القديس بطرس، في زاوية نادرة تتيح رؤية بحر المصلين وتحول النعش إلى نقطة صغيرة في اتساع المشهد. هذا المنظور يعيد طرح سؤال العلاقة بين القائد الديني وجمهوره: جسد واحد راحل تحيط به جماعة ممتدة، وبينهما كاميرا تحاول أن تلتقط لا الحدث فحسب، بل الانفعال الجمعي وطبقات الذاكرة المرتبطة بحبر أعظم شيّعته الجماهير. في هذا كله، تؤكد المادة أن الصورة الفوتوغرافية صارت وثيقة مركزية لفهم الدين المعاش، لا كمجرد عقائد ونصوص، بل كخبرة جسدية وجماعية في فضاء يتأرجح بين العزاء والاحتفال، وبين الحرب والسلام.





























المصدر : https://www.soubha.com/arabic/i/93120904/alaads-km...



Rss
Mobile