عيّنت المملكة العربية السعودية الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان مفتياً عاماً ورئيساً لهيئة كبار العلماء ورئيساً عاماً للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير، ليشغل أعلى منصب ديني في البلاد. الفوزان، البالغ من العمر نحو تسعين عاماً، يُعرف بمرجعيته التقليدية ودعمه المؤسساتي للدولة.
استند الخبر إلى الأمر الملكي المنشور عبر وكالة الأنباء السعودية، كما نقلت تفاصيله تقارير وكالة الأنباء الفرنسية وإذاعة فرنسا الدولية، اللتين تناولتا سياق التعيين وسيرة الفائز بالمنصب.
يأتي القرار في مرحلة تشهد فيها البلاد تحولات اجتماعية واقتصادية واسعة ضمن رؤية 2030 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع توسّع قطاعات الترفيه والفنون ومحاولات تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط. تعيين شخصية محافظة في موقع الإفتاء يعكس استمرار توازن الدولة بين الإصلاحات السريعة والحفاظ على هيكل المؤسسة الدينية.
برز اسم الفوزان عبر مسيرة طويلة في التعليم والدعوة، وتداولت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش انتقادات لمواقف منسوبة إليه في قضايا كزواج القاصرات والعلاقة مع الطوائف الدينية، كما عُرف بمواقف متحفظة تجاه بعض الظواهر الترفيهية الرقمية. ورغم الجدل، يظل رأي المفتي مؤثراً في الشؤون الدينية ويُستشار في القضايا الفقهية العامة.
يرى باحثون في الشأن السعودي أن الاختيار ينسجم مع نهج المؤسسة، حيث يُقدَّم الأعلم والأكثر خبرة داخل المجلس لقيادة الإفتاء، بينما تستمر التعديلات البطيئة في تركيبة المؤسسة دون المساس بتسلسلها الهرمي. بهذا، تحافظ الدولة على رصيد تقليدي مؤسسي بالتوازي مع انفتاح متزايد على الاستثمار والثقافة والتقنيات الجديدة.
المصدر : https://www.soubha.com/arabic/i/92120359/alsaaody-...