Articlophile.xyz | Agrégateur d'Actualités et Articles de Qualité

السعادة تبدأ بالامتنان: برؤية الراهب دايفيد شتايندل-راست


Rédigé le الجمعة 19 ديسمبر 2025 à 16:55 | Lu 0 commentaire(s)



هناك شيء نتشاركه جميعًا مهما اختلفت ظروفنا: نحن نبحث عن السعادة. لكن الطريق إليها ليس امتلاك المزيد، بل الاعتراف بما بين أيدينا كهدية، والامتنان لها. عندما نُدرك أن ما يأتينا بلا مقابل ويحمل قيمة حقيقية لنا، يتولد الامتنان، ومنه تتولد السعادة.



في محاضرة TED للراهب والباحث بين الأديان دايفيد شتايندل-راست، يعنبر الامتنان ليس شعورًا عابرًا؛ هو طريقة عيش. حين نرى كل لحظة على أنها هدية لا نستحقها ولا نضمن تكرارها، نكتشف أن الهدية الحقيقية داخل كل هدية هي «الفرصة». القيمة ليست في الشيء ذاته، بل في قدرتنا على التفاعل معه، أن ننتبه له، أن نفرح به، أو نتعلم منه.

تتكرر الفرصة مع كل لحظة جديدة. إن فاتتنا فرصة الآن، تأتي أخرى بعدها. وهذا المفتاح في أيدينا: أن نحضر للحظة ونلتقط ما تقدمه. لا يعني ذلك أن نكون ممتنين لكل شيء بلا تمييز؛ فلا امتنان للعنف أو الظلم أو الفقد. لكنه امتنان «داخل» كل لحظة لما تمنحه من إمكانية الاستجابة: أن نتعلم الصبر، أن نقف مع قناعاتنا، أن نداوي جرحًا أو نواصل الطريق رغم كلفته.

طريقة عملية تُبسّط هذه الرؤية: توقف، انظر، انطلق. نتوقف كي نكسر اندفاعنا ونصنع لأنفسنا إشارات «توقف» يومية. ننظر بعيون وأذان وقلوب مفتوحة إلى غنى ما حولنا، ونرى الفرص الصغيرة لمتعة بسيطة أو لمساعدة غيرنا. ثم ننطلق بالفعل المناسب لتلك اللحظة؛ غالبًا للاستمتاع، وأحيانًا لفعل أصعب، لكنه دائمًا فعل خلاق.

العيش بامتنان يبدّل علاقاتنا بالعالم: عندما نشعر بالكفاية، يقلّ الخوف، ومعه تقلّ العدوانية، ويزيد الاستعداد للمشاركة. الامتنان يجعلنا نستمتع بالاختلاف ونمنح الآخرين احترامًا متساويًا، فيتحوّل منطق السلطة من هرم متصلّب إلى شبكة من دوائر صغيرة متعارفة ومتعاونة.

هذا التحول يحدث بالفعل؛ شبكات «العيش بامتنان» تنتشر، والناس يشعلون رمزيًا ملايين الشموع للاعتراف بلحظات الخير في حياتهم. ليس لأن الحياة سهلة، بل لأنهم يختارون أن يروا الفرص داخل صعوباتها، وأن يحوّلوا الانتباه إلى عادة.

إذا أردت بداية اليوم بسعادة قابلة للاستمرار، جرّب المفتاح الأبسط: توقف قليلًا، انظر جيدًا، ثم انطلق بما يليق بهذه اللحظة. الامتنان ليس نهاية الطريق، بل بدايته.





المصدر : https://www.soubha.com/arabic/i/93281695/alsaaad-t...



Rss
Mobile