الجزائر تترقب زيارة قريبة للبابا ليون الرابع عشر


Rédigé le الثلاثاء 16 دجنبر 2025 à 13:59 | Lu 0 commentaire(s)



تتحرك الجزائر بهدوء وحزم استعدادًا لاحتمال استقبال البابا ليون الرابع عشر مطلع 2026، في أول جولة أفريقية له، مع تزايد الإشارات إلى أن الجزائر تتصدر الوجهات المحتملة. خلال رحلة عودته من بيروت إلى روما في 2 ديسمبر، قال البابا للصحافيين إن لا شيء محسوم، لكنه يود زيارة الجزائر للتعرف إلى أماكن عاش فيها القديس أوغسطين.



على الأرض، اختارت السلطات خطوات ذات دلالة عملية ورمزية في آن. ففي 7 ديسمبر، أُطلق رسميًا مشروع ترميم كاتدرائية «القلب الأقدس» الواقعة على مرتفعات شارع ديدوش مراد في العاصمة. يشمل المشروع تقوية البنية، وتأهيل الفضاءات الداخلية، ومعالجة الواجهات، وتحديث المعايير التقنية مع الحفاظ الصارم على الطابع المعماري الأصلي. ورغم عدم إعلان جدول زمني محدد، تؤكد التصريحات الرسمية العمل على إعادة الافتتاح «في أقرب الآجال»، بما يوحي بوتيرة إنجاز سريعة.

هذا المسار يتكامل مع خطاب حكومي متكرر حول «حرية الدين وممارسة الشعائر». ففي اليوم التالي لإطلاق الورش، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي أن الدستور والقوانين الجزائرية تضمن حرية المعتقد وممارسة العبادة دون تمييز، مشيرًا إلى دور «اللجنة الوطنية للأديان لغير المسلمين» في تنسيق وضبط ممارسة الشعائر داخل البلاد، وإلى «تراكم تاريخي» في التعايش والحوار ورفض التطرف.

في السياق نفسه، حضر الكاردينال ورئيس أساقفة الجزائر جان-بول فيسكو أعمال مؤتمر علمي حول الحرية الدينية، وأكد التزام البلاد بمبدأ حرية المعتقد والعبادة. كما استُحضر البعد الدبلوماسي عبر الإشارة إلى زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى الفاتيكان في يوليو 2025، بوصفها جزءًا من مسار يزاوج بين الحوار الديني والانفتاح السياسي.

ومع ذلك، تبقى الصورة مركّبة. فبينما تنص القواعد الدستورية على حماية حرية الدين، تُثار أسئلة حول تطبيقها العملي، لا سيما في ما يخص تسجيل أماكن العبادة لغير المسلمين وإجراءات التقاضي المرتبطة ببعض النشاطات الدينية غير المرخّصة. تنتقد منظمات حقوقية هذه الفجوة بين النص والتطبيق، حتى إن كان الجزء الأكبر من القضايا يتعلق بتجمعات كنسية غير معترف بها.

احتمال الزيارة البابوية يحمل فوائد واضحة لصورة الجزائر الخارجية، ويعزّز سردية الانفتاح والحوار الديني، خاصة مع العناصر الرمزية لخط مسار مرتبط بإرث القديس أوغسطين وترميم «القلب الأقدس». لكنه يثير أيضًا سؤالًا عمليًا لدى المسيحيين في الجزائر: إلى أي حد يمكن أن تُترجم الإشارات الرمزية إلى تحسين ملموس في تفاصيل الحياة الدينية اليومية، من الترخيص والاعتراف إلى حرية الحركة والتنظيم؟

بين الاستعدادات اللوجستية والخطاب الرسمي، تبدو اللحظة مواتية لزيارة تُقرأ محليًا باعتبارها تثبيتًا لمسار مؤسساتي نحو إدارة أكثر شفافية للتعدديّة الدينية، وإقليميًا باعتبارها أول محطة أفريقية للبابا ليون الرابع عشر. ويبقى الاختبار الحقيقي في تماسك التنفيذ مع الوعود: إنجاز الترميم في المواعيد، تسهيل الإجراءات الإدارية، وتوسيع مساحات الثقة بين الدولة ومجمل الفاعلين الدينيين.




المصدر : https://www.soubha.com/arabic/i/93226688/algzayr-t...


Dans la même rubrique :