Articlophile.xyz | Agrégateur d'Actualités et Articles de Qualité

الأزواج على حافة الانهيار: ظاهرة عالمية


Rédigé le الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 à 00:00 | Lu 0 commentaire(s)



تتغير العلاقة بين النساء والرجال بسرعة، وتظهر في دول عدة موجة تعب مزمن من نماذج المواعدة والأدوار التقليدية. مصطلحات جديدة تصف المزاج العام: تشاؤم تجاه العلاقات غيرية النوع، شعور بالإنهاك من أنماط التواصل المتقطّع، ووعي أوسع بفجوات المتعة والإنصاف العاطفي. الظاهرة عالمية الملامح، لكنها تتجلى محلياً بطرق مختلفة.



في جنوب أوروبا، تتحدث نساء كثيرات عن شعور متراكم بالخذلان: مواعيد تتعثر، وعود تتبخر، وتوقعات تُحمِّل المرأة الجزء الأكبر من التنظيم العاطفي. ليس الأمر انقطاعاً تاماً عن السعي إلى شراكات، بل رغبة في شروط أوضح وتوزيع أكثر عدلاً للأعباء غير المرئية، من التخطيط اليومي إلى الاعتناء بالحالة النفسية للعلاقة.

في شبه الجزيرة الإيبيرية، تبدو تطبيقات المواعدة ساحةً تُكثّف الإشكاليات. الصمت الطويل، الاختفاء المفاجئ، وعبارات التملص المعتادة تحولت إلى روتين يترك أثراً على الثقة والتوقع. يتزامن ذلك مع اتساع فجوة الرضا الجنسي، ما يسلّط الضوء على تفاوت المهارات العاطفية والتواصلية داخل العلاقة، ويزيد الشعور بأن المساحة الآمنة والحميمية غير متوازنة.

في أوروبا الوسطى، يتبدل المشهد الأسري والاجتماعي: استقلالية نسائية أكبر، شبكات صداقة ودعم أقوى، ومراجعة للنظرة إلى الحب الرومانسي باعتباره عقدة كل شيء. لم يعد الرجال “لازمين” لتأمين العيش كما كان، بل “مرغوبين” حين تتوافر الكفاءة العاطفية والمسؤولية المشتركة. هذا التحول يبرز تعثراً لدى بعض الشركاء في مراكمة مهارات القرب والتفاوض، ويكشف هشاشة نموذج كان يَعِدُ بكل شيء عبر الاندفاع العاطفي وحده.

في أوروبا الشرقية، تحوّلت البنية الاجتماعية التي كانت تُرسّخ الزواج بوصفه معياراً واحداً. التعليم، الهجرة نحو المدن، ووسائط التعارف الرقمية أعادت تشكيل السوق العاطفي. النتيجة مرحلة “بين زمنين”: نموذج قديم لا يعمل كما كان، وجديد لم يستقر بعد. ضمن هذا الفراغ، تُختبر صيغ حياتية بديلة، من تعليق فكرة الزواج المفتوحة الزمن، إلى علاقات تُعرَّف بوضوح أكبر في حدودها وتوقعاتها.

في أمريكا اللاتينية، تتخذ موجة الإنهاك شكلاً وقائياً: انقطاع اختياري مؤقت عن العلاقات بهدف التعافي وإعادة التفاوض على الحدود الشخصية. لا تُقدَّم هذه المقاربة على أنها عداء للرجال، بل كاستراحة واعية تُعيد ترتيب العلاقة مع الذات قبل الدخول في التزام جديد. الأخصائيات يلفتن إلى ضرورة تجنّب التفاؤل الساذج: معالجة الجروح العاطفية تفترض فهماً أعمق للدفاعات النفسية ومساحات آمنة للحوار.

في شرق آسيا، تتجاور الرقابة الاجتماعية مع بروز أنماط حياة ترفض الضغوط على الزواج والإنجاب. تتحول المقاطعة الفردية للمواعدة أو الأمومة إلى رسالة سياسية واجتماعية، حتى حين تُقدَّم بوصفها خياراً شخصياً. هذا التوتر يعيد طرح سؤال السيادة على الجسد والمسار الحياتي، ويكشف كيف يمكن لنمط حياة أن يصبح احتجاجاً هادئاً يفاوض على معنى الاستقرار والأسرة.

الخيط المشترك بين هذه السياقات هو إعادة تعريف “الحميمية” وسبل الوصول إليها. صار الحصول على اقتراب جسدي أسهل من العثور على عناق خالٍ من الشروط، بينما الحاجة العميقة غالباً ما تميل إلى الطمأنينة والموثوقية. لا يبدو الحل انسحاباً جماعياً من العلاقات، ولا قفزة في تفاؤل غير مستند إلى وقائع، بل بناء عقد عاطفي جديد: وضوح متبادل، مساواة في الرعاية غير المرئية، وتعلّم مشترك لمهارات الإصغاء والتجاوب، حتى لا يدفع طرف واحد ثمن الحب وحده.




المصدر : https://alarabiya.articlophile.com/blog/i/93205761...



Dans la même rubrique :
< >

Rss
Mobile