في تطور دراماتيكي أثار ضجة واسعة في الأوساط الثقافية والسياسية، ألقت السلطات الجزائرية القبض على الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في مطار الجزائر العاصمة. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الكاتب حول التاريخ الإقليمي للمنطقة.
يواجه صنصال، المعروف بكتاباته النقدية وآرائه الجريئة، تهماً خطيرة بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري. وتصنف هذه المادة، التي عُدّلت في عام 2021، أي عمل يُعتبر تهديداً لأمن الدولة أو سلامتها الإقليمية كعمل إرهابي، مما قد يعرض الكاتب لعقوبات تتراوح بين السجن المؤبد والإعدام.
وتعود جذور القضية إلى تصريحات أدلى بها صنصال لوسائل إعلام فرنسية، تحدث فيها عن "المغربية التاريخية" لمناطق في غرب الجزائر، مثل تلمسان ووهران ومعسكر. وقد اعتبرت السلطات الجزائرية هذه التصريحات مساساً بالوحدة الوطنية وتشكيكاً في الهوية الجزائرية.
أثارت هذه القضية موجة من ردود الفعل الدولية، حيث دعت دار النشر الفرنسية غاليمار ومثقفون بارزون إلى الإفراج الفوري عن صنصال. وفي المقابل، يرى مراقبون أن القضية تعكس حساسية النظام الجزائري تجاه أي نقاش يتعلق بالحدود التاريخية والهوية الوطنية.
تسلط هذه القضية الضوء على التوترات المستمرة بين حرية التعبير والأمن القومي في الجزائر، وتثير تساؤلات حول مستقبل النقاش العام في البلاد. كما تعكس التحديات التي يواجهها المثقفون والكتاب في التعبير عن آرائهم حول القضايا التاريخية والسياسية الحساسة.
Source : https://aljanoubiya.articlophile.com/articles/i/84...