يتحدث أليكسيس أوهانيان، المؤسس المشارك لموقع Reddit، عن حالة الإنترنت الراهنة بقلق متزايد، مؤكداً أن «جزءاً كبيراً من الإنترنت قد مات بالفعل»، وذلك بالتزامن مع بيانات كشفت أن حركة المرور الناتجة عن الروبوتات تجاوزت النشاط البشري للمرة الأولى منذ عقد
في الأسابيع الأخيرة، تصدّر حديث «نظرية الإنترنت الميت» النقاش مجدداً بعد انتشار قصة خداع ضخمة على منصة Reddit، تمثلت في منشورات عن قطة تدعى «Pound Cake» تخوض رحلة وهمية لإنقاص الوزن. آلاف المستخدمين تفاعلوا مع القصة بصدق، قبل أن يتبيّن لاحقاً أن كل الصور والمنشورات كانت من إنتاج الذكاء الاصطناعي.
كتب أوهانيان على منصة X قائلاً: «هل حان الوقت لأذكّركم مجدداً بنظرية الإنترنت الميت؟»، في إشارة إلى هشاشة المشهد الرقمي أمام المحتوى الاصطناعي الذي وصفه الباحثون بـ «فضلات الذكاء الاصطناعي»، أي المحتوى المبرمج لإثارة المشاعر وتحقيق التفاعل فقط.
وفي حديثه في بودكاست The Best People Network، وصف أوهانيان الإنترنت الحديث بأنه «مليء بالروبوتات» و«شبه آلي»، حيث تغزو المنصات العالمية ما أسماه «محتوى LinkedIn الميت»، أي المنشورات المكرّرة والمصمَّمة لإرضاء الخوارزميات بدلاً من خدمة البشر. وقال مخاطباً المستمعين: «أنتم تثبتون أن جزءاً كبيراً من الإنترنت قد مات الآن».
ووفق تقرير Imperva للأمن السيبراني، شكلت حركة المرور الآلية 51% من إجمالي حركة الإنترنت في عام 2024، وهي المرة الأولى منذ عشر سنوات التي تتفوّق فيها الآلات على البشر في الفضاء الرقمي. أما حركة «الروبوتات الضارة» فارتفعت إلى 37% من إجمالي النشاط، بزيادة واضحة عن العام السابق.
ويرى أوهانيان أن التواصل البشري الحقيقي أصبح يهرب إلى المساحات الخاصة مثل مجموعات الدردشة على تطبيقات Signal وDiscord، حيث يجد الناس ملاذاً بعيداً عن فوضى الخوارزميات. لكنه أشار إلى أن حتى هذه الفضاءات لم تعد آمنة تماماً، إذ بدأ البعض باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد الرسائل أو تعديلها داخل المحادثات الجماعية.
وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، عبّر بدوره عن قلق مشابه قائلاً إنّه «لم يكن يأخذ نظرية الإنترنت الميت على محمل الجد في السابق»، لكنه يرى الآن «العديد من الحسابات المدارة بواسطة الذكاء الاصطناعي على تويتر».
أما عن المستقبل، فيتوقع أوهانيان ظهور «جيل جديد من وسائل التواصل الاجتماعي يتكوّن من بشر حقيقيين فقط»، مع التركيز على البث المباشر والتفاعل الفوري كدليل على الأصالة. لكنه حذّر من أن البنية التحتية للإنترنت نفسها، التي صُمّمت أصلاً لتبادل بين البشر، تفتقر إلى أدوات التحقق، مما يجعل من السهل على المحتوى المزيف أن ينتشر وينتحل شكل الحقيقة.
ويرى مراقبون أن الإنترنت، الذي بدأ كمساحة للتواصل الإنساني والإبداع المشترك، يتجه اليوم نحو مرحلة من «الحوار بين الروبوتات» في دائرة مغلقة من الأوهام الرقمية.
المصدر : https://intelligences.articlophile.com/articles/i/...

 
